ظاهرة ذروة البرشاويات 2025 تتألق في فجر الأربعاء

تستعد سماء العالم العربي لاستقبال عرض مذهل من شهب البرشاويات، الذي يبدأ في منتصف ليلة الثلاثاء 12 أغسطس ويستمر حتى الساعات التي تسبق فجر الأربعاء 13 أغسطس، رغم أن ظروف الرؤية قد لا تكون مثالية هذا العام.

وأفادت الجمعية الفلكية بجدة عبر صفحتها على فيسبوك بأن البرشاويات تُعتبر من بين أفضل وأغزر زخات الشهب السنوية، حيث يمكن في الظروف المثالية، أي في سماء مظلمة بعيدة عن ضوء القمر، رؤية ما يصل إلى 75-100 شهاب في الساعة، بينما هذا العام ومع وجود القمر في طور الأحدب المتناقص، يُتوقع أن يتراوح عدد الشهب المرصودة بين 10-20 شهابًا في الساعة، أي بمعدل شهاب واحد تقريبًا كل خمس دقائق، ورغم ذلك لا يزال بالإمكان رؤية عدد جيد من الشهب.

وأوضحت الجمعية أن زخات الشهب تحدث عندما تمر الأرض عبر بقايا الغبار التي يخلفها المذنب سويفت توتال، وعند مراقبة هذه الشهب ستلاحظ أنها تنطلق من نقطة واحدة في السماء تُعرف باسم “نقطة الإشعاع”، وتقع في الشمال الشرقي ضمن كوكبة برشاوش بالقرب من شكل الحرف W الخاص بنجوم الكرسي.

وأشارت إلى أن منطقة البقايا الغبارية لهذا المذنب واسعة جداً، بحيث تقضي الأرض عدة أسابيع داخلها من 17 يوليو حتى 24 أغسطس، حيث تزداد معدلات سقوط الشهب تدريجياً حتى تصل إلى ذروتها عادةً في ليلة 12 إلى 13 أغسطس، ثم تنخفض بشكل كبير بعدها.

ولفتت إلى أن المذنب سويفت توتال يدور حول الشمس مرة كل حوالي 133 عامًا، وخلال مروره الأخير بالقرب من الحضيض الشمسي عام 1992، أمد مداره بتريليونات من الجزيئات الصغيرة، وفي ذلك الوقت، شهد مراقبو السماء من مواقع مظلمة مئات الشهب في الساعة، أما الآن وبعد ابتعاد المذنب عن الأرض، بدأت كثافة التساقطات الكبيرة في التناقص، لكن زخات الشهب لا تزال غنية نسبياً.

وتابعت الجمعية أنه لرصد شهب البرشاويات بشكل جيد، يجب اختيار موقع مظلم بعيد عن أضواء المدن، ويتميز بإطلالة واسعة على السماء، ويحتاج الراصد لحوالي 40 دقيقة لتكييف عينيه مع الظلام، ويفضل أن يمنح نفسه ساعة على الأقل بعد الوصول لموقع الرصد لزيادة فرصة رؤية الشهب.

يمكن بدء رؤية شهب البرشاويات بعد الساعة العاشرة مساءً بالتوقيت المحلي عند مراقبة الأفق الشمالي، وتزداد أعداد الشهب بعد منتصف الليل عندما تكون نقطة انطلاقها أمام كوكبة برشاوش مرتفعة في السماء، ومن المتوقع أن تكون في أفضل حالاتها حوالي الساعة الخامسة صباحاً بالتوقيت المحلي يوم الأربعاء.

كما يُنصح بتجنب النظر إلى أي مصدر ضوء أبيض أثناء الرصد لأنه يؤثر سلباً على الرؤية الليلية، لذا عند استخدام المصباح اليدوي، يجب أن يكون مزوداً بمرشح أحمر، لأن عين الإنسان أقل حساسية للضوء الأحمر، ويفضل تشغيل تطبيقات الهاتف على الوضع الليلي لتقليل الإضاءة.

وأكدت الجمعية أنه لا حاجة لاستخدام معدات خاصة لرؤية الشهب، فالتلسكوبات والمناظير ذات مجال رؤية ضيق، وتقلل من فرص مشاهدة الشهب، ولا يلزم تحديد نقطة انطلاق الشهب بدقة، إذ ستظهر الشهب من أي مكان في السماء.

وعند تعقب مسارات شهب البرشاويات، ستبدو وكأنها تنطلق من نقطة أمام نجوم كوكبة برشاوش، ولهذا السبب سميت بالبرشاويات، مع ذلك لا توجد علاقة فعلية بين هذه الشهب ومجموعة نجوم برشاوش، إذ إن هذا الانطلاق الظاهري هو مجرد انتظام في السماء من منظورنا على الأرض.

تحدث رؤيتنا للشهب عندما تدخل شظايا صغيرة غالباً بحجم حبة القهوة الغلاف الجوي للأرض بسرعة عالية، تحترق هذه الشظايا على ارتفاع يتراوح بين 70 إلى 100 كيلومتر، فتظهر على شكل شريط مضيء في السماء، وإذا مرت الأرض عبر تجمع نيزكي كثيف، فقد يُرصد عدد كبير من الشهب، رغم أن حدوث ذلك غير مضمون في كل عام.

شهب البرشاويات ليست سريعة فقط، بل العديد منها ساطع ويظهر ككرات ضوئية أكثر إشراقاً من كوكب الزهرة، حوالي 45% من هذه الكرات الضوئية تترك خلفها ذيولًا مضيئة تستمر لبضع ثوانٍ بعد اختفاء وميض الشهاب.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *