
رسالة يومية دقت كالناقوس، ليست ناقوس خطر، بل دعوة للتوعية بـ«السلامة المهنية»، التي قد تكون الفرق بين البقاء على قيد الحياة أو فقدان حياتك في ثوانٍ معدودة.
نظرًا لأهمية هذه الرسالة، بثت وزارة العمل عبر قنواتها الرسمية مقاطع فيديو متعددة تهدف إلى نشر الوعي بكيفية الحفاظ على السلامة والصحة المهنية، حيث تعتبر هذه المسؤولية مشتركة، لا تتعلق فقط بالإدارة، بل تتعلق بالعامل نفسه، الذي يجب أن يكون واعيًا لسلامته، ولا يتجاوز أي خطر يحيط به في موقع عمله.
شوف كمان: موعد صرف رواتب المتقاعدين في أبريل 2025: تعرف على التفاصيل والخطوات للاستعلام!
وزير العمل خلال حديثه مع بعض العمال.
أطلقت الإدارة المركزية للسلامة والصحة المهنية بوزارة العمل مقاطع فيديو ضمن حملة تحمل شعار «سلامتك وصحتك أمانة.. حافظ عليهما»، من خلال رسائل يومية تهدف إلى التوعية بالسلامة والصحة المهنية، لتجنب حدوث أي إصابات أو خسائر.
وقد حثت الرسائل التي تنشرها «بوابة مولانا» عبر حلقاتها، في مضمونها الأول، على أننا جميعًا نخرج إلى مواقع العمل، وتنتظر أسرنا عودتنا سالمين، لكن أحيانًا تحدث «غلطة صغيرة» قد تكون سببًا في عدم الرجوع إلى ذوينا.
وتم وصف السلامة كأسلوب حياة وليس مجرد تعليمات، لذا يجب مراعاتها بجدية، حيث إن هذه الرسائل قد تكون سببًا في إنقاذ حياة، وعودة العامل إلى أسرته سالمًا ومعافى من أي ضرر.
وزارة العمل تطلق حملة توعية سلامتك وصحتك أمانة.. حافظ عليهما.
مقال مقترح: مصر تحقق إنجازًا جديدًا بتصدير تقاوي البطاطس إلى أوزبكستان لأول مرة
وطالبت الحملة المتابعين بتبني نهج «أنا مسؤول عن سلامتي»، وحثت العمال على بدء رحلة الحفاظ على السلامة منذ اليوم الأول «لأنك تستحق الحياة».
كما نوهت الحملة بأن السلامة المهنية ليست مجرد لافتات تُعلق على الحوائط، بل هي نظام متكامل يحافظ على الحياة منذ دخول مكان العمل وحتى العودة للمنزل في أمان.
وتضمنت الحملة عبارة للتوعية أكدت أن الغلطة في مكان العمل، حتى لو كانت بسيطة، قد تكون سببًا في منعك من العمل لعدة أشهر، أو تتسبب في أثر دائم، لذا فإن السلامة والصحة ليستا رفاهية، بل هما أولويات يجب تطبيقها وتحويلها إلى أسلوب حياة.
كما نوهت الحملة بأن «الحريق لا ينتظر.. يبدأ بلحظة إهمال وينتهي بكارثة»، وأوضحت أن الحرائق في مواقع العمل تبدأ من أشياء بسيطة، مثل السلك المكشوف، أو ماكينة لم يتم صيانتها، أو سيجارة لم تُطفأ جيدًا، والمشكلة هنا ليست في الحريق ذاته، بل في كونك غير مستعد أو عدم وجود خطة واضحة للهروب أو وجود طفاية حريق في مكانها الصحيح، وهنا يجب أن يسأل كل شخص نفسه: هل توجد طفاية حريق في مكتبي؟، هل أجيد استخدامها؟
وفي حالة سماع إنذار الحريق، من أين يمكنك الخروج؟، وكل يوم تؤجل فيه إجراءات السلامة قد يكون سببًا في فقدان شخص لحياته، فسلامة الفرد ليست مسؤولية الإدارة فقط، بل هي مسؤولية شخصية أيضًا.
وزارة العمل تطلق حملة توعية سلامتك وصحتك أمانة.. حافظ عليهما.
كما أكدت أنه ليس من الضروري الانتظار حتى تحدث مشكلة في مكان العمل، فعلامات الخطر تكون أمام أعيننا طوال الوقت، مثل «السلك المكشوف، الأرضية المبللة، أو الماكينات بدون حماية، أو انتشار المواد الخطرة دون تصنيف».
وهنا يجب أن تدرب عينيك على ملاحظتها، وتدرب ضميرك على عدم تجاهلها، فالإبلاغ عن الخطر ليس وشاية، بل هو إنقاذ حياة.
وقد حصر الوزارة المخاطر المهنية التي تواجه العاملين في ستة أنواع، وهي: الفيزيائية مثل الضوضاء والإشعاع ودرجات الحرارة المتطرفة، والبيولوجية مثل الفيروسات والبكتيريا والفطريات، والسلبية مثل عدم وجود معدات الوقاية وعدم التدريب، والكيميائية مثل الغازات السامة والأبخرة، والكهربائية مثل الصدمات الكهربائية والحرائق الناتجة عن الكهرباء، والميكانيكية مثل الآلات الحادة والسقوط والحوادث الناتجة عن المعدات
وفي مواقع العمل، يجب أن تتوافر معدات للسلامة، منها ما هو لحماية الرأس، وأخرى لحماية العين والوجه، ولحماية الأذن، والجهاز التنفسي واليدين والقدمين، ومعدات لحماية الجسم وللحماية من السقوط، ومعدات الطوارئ والإسعافات الأولية.
وعن السلامة المهنية لعمال «الدليفرى»، نوهت إلى أهمية الاهتمام بمعدات السلامة الشخصية، مثل الخوذة على الرأس، وأن تحتوي الملابس على قفازات مقاومة للصدمات في اليد وعلى الركبة والكوع، مع ارتداء أحذية مغلقة مانعة للانزلاق، والتأكد من سلامة المركبة «الموتوسيكل» من فرامل وإضاءة والكلاكس، وضبط الإطارات، وأن يكون صندوق الطلبات مثبتًا بأمان ومتوازنًا، مع ضرورة وجود عدة بسيطة لأي طارئ، وعدم السير عكس الاتجاه أو كسر الإشارة حتى لو كان في عجلة، وأن تكون السرعة وفقًا للقانون، حتى لا تتحول إلى خطر على نفسه وعلى الآخرين.
وأكدت الحملة أن معدات الوقاية ليست «منظرًا» بل هي حياة، فسقوط قطعة حديدية على رأس عامل، على سبيل المثال، قد يتسبب في ارتجاج ونزيف المخ واحتجازه في المستشفى، وكل أداة وقاية تقلل من نسبة الإصابة بشكل كبير، ويجب الحرص على ارتدائها حتى لو كان من حولك لا يحرص على ذلك.
وتطرقت الحملة إلى بُعد آخر من حملات السلامة والصحة المهنية، وهو النظرات المزعجة أو اللمسات غير المقبولة والكلام الجارح في حدود علاقات العمل، وهي أمور تبدو عادية، لكن قانون العمل الجديد أكد بوضوح أن أي تنمر أو تحرش أو عنف نفسي أو جسدي في مكان العمل هو جريمة يعاقب عليها القانون.
وطالبت الوزارة في حملتها بعدم السكوت أو السماح لأحد بكسر عزيمتك وحقك في العمل في بيئة آمنة، فالبيئة الآمنة حقك واحترامك في العمل واجب على الجميع.
الجدير بالذكر أن الوزارة قامت بإعداد الملف الوطني للسلامة والصحة المهنية كجزء من رؤية استراتيجية تم وضعها تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، تنفذها كافة الجهات المعنية وأطراف العمل الثلاثة، لضمان بيئة عمل آمنة تقوم على حماية الإنسان، من خلال الحفاظ على صحة العامل وسلامة أدوات الإنتاج.
التعليقات