
لم تحقق خطوة التصعيد التي قام بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ضد الجزائر النتائج السياسية المرجوة، بل أدت إلى موجة من الانتقادات الحادة من مختلف الأطياف السياسية، مما حولها من وسيلة ضغط إلى عبء داخلي يثقل رصيد ماكرون.
وأعرب غاسبار غانتزار، مستشار الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند، عن دهشته الكبيرة من قرارات إيمانويل ماكرون.
اقرأ كمان: زيلينسكي يكشف عن قصف روسيا لمنشأة الغاز في أوديسا وتأثيره على الاستعدادات للشتاء
وأكد غانتزار أنه لا يعتقد أن منطق القوة الذي تتبناه باريس تجاه الجزائر سيساهم في حل الأزمة، بل بالعكس، فإن التصعيد يعمق الضبابية ويجعل العلاقة سامة، مما يؤجل فرص العودة إلى الحوار مع الجزائريين.
متابعو الموقع يشاهدون:
ويرى غانتزار أن المسؤولين الفرنسيين، بما في ذلك ماكرون ووزير داخليته برونو روتايو، لا يعتقدون أن التصعيد سيحل الأزمة مع الجزائر.
من جانبه، أعرب هنري غينو، المستشار السابق لنيكولا ساركوزي، عن استيائه من الكشف عن محتوى الرسالة التي أرسلها ماكرون إلى الوزير الأول فرانسوا بايرو، واعتبرها خطوة غير موفقة.
وأشار غينو، في تصريحات إعلامية، إلى أن باريس كان يجب أن تتفاوض سرًّا بدلاً من العلن، مما يدل على افتقارها إلى أوراق ضغط حقيقية أمام الجزائر.
مواضيع مشابهة: فتح حساب بنك الخرطوم أون لاين عبر تطبيق بنكك (Bankak) بالرقم الوطني للمغترب
ويبدو أن الانتقادات لقرارات ماكرون لم تقتصر على المستشارين السابقين في قصر الإليزيه، حيث دعا رئيس حزب فرنسا الأبية ماكرون إلى الابتعاد عن التصعيد والعمل على تعزيز الحوار والتفاهم مع الجزائر، بدلاً من اعتماد سياسات استفزازية يدعمها وزير الداخلية.
كما انضمت الوزيرة الفرنسية السابقة إلى صوت المعارضين لماكرون بشأن إدارة ملف الأزمة مع الجزائر، حيث انتقدت بشدة أسلوب التعامل مع الجزائر، معتبرة أن تكليف وزير الداخلية برونو روتايو بهذا الملف يمثل خطأ جسيما، خاصة أنه يحمل مشاعر حنين للاستعمار ويدافع عن قانون نيكولا ساركوزي حول تمجيد الاستعمار، وهو ما يتعارض مع المصالح الفرنسية على المدى الطويل.
التعليقات