
أعربت 24 دولة، من بينها بريطانيا وكندا وأستراليا وبعض الحلفاء الأوروبيين، عن قلقها المتزايد بشأن تفاقم المجاعة في قطاع غزة، ودعت إسرائيل إلى فتح جميع المعابر لإيصال المساعدات الإنسانية بلا أي عوائق، حيث أفاد المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، استنادًا إلى بيانات سلطات الصحة في غزة، بأن عدد الوفيات المرتبطة بسوء التغذية في القطاع بلغ 227.
كما أكدت بريطانيا وكندا وأستراليا وعدد من الدول الأوروبية أن الأزمة الإنسانية في غزة وصلت إلى «حدود غير مسبوقة»، وطالبوا إسرائيل بإزالة كافة العراقيل التي تعيق إدخال المساعدات إلى القطاع الذي يعاني من أزمة حادة، وفي بيان مشترك صدر عن وزراء خارجية 24 دولة، ليلة أمس، أكدوا فيه أن المجاعة تتصاعد بسرعة، مشددين على أهمية التحرك الفوري لإنهاء معاناة السكان من الجوع.
اقرأ كمان: أبعاد المؤامرات التخريبية في الأردن: صواريخ، طائرات مسيّرة، ومواد متفجرة.
وطالب البيان الحكومة الإسرائيلية بالسماح بدخول شحنات المساعدات الدولية بالكامل للمنظمات غير الحكومية، وضمان حرية عمل الهيئات الإنسانية في القطاع دون تدخل، داعيًا إلى فتح جميع المعابر والطرق لتيسير تدفق الإمدادات إلى غزة، بما في ذلك الغذاء ومستلزمات التغذية والمأوى والوقود والمياه النظيفة والأدوية والمعدات الطبية.
تضمنت قائمة الموقعين على البيان وزراء خارجية دول مثل أستراليا وبلجيكا وكندا وقبرص والدنمارك وإستونيا وفنلندا وفرنسا واليونان وآيسلندا وأيرلندا واليابان وليتوانيا ولوكسمبورغ ومالطا وهولندا والنرويج والبرتغال وسلوفاكيا وسلوفينيا وإسبانيا والسويد وسويسرا وبريطانيا، ووفقًا لتحديث أصدره الاتحاد الأوروبي، أضيفت إيطاليا ولاتفيا إلى قائمة الدول الموقعة، ووقعت على البيان مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، وعضوان آخران من المفوضية الأوروبية، بينما امتنعت بعض الدول الأوروبية مثل ألمانيا والمجر عن توقيعه.
وفي سياق متصل، قال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمم المتحدة، استنادًا إلى بيانات سلطات الصحة في غزة، إن خمسة أشخاص توفوا نتيجة سوء التغذية والجوع، ليصل إجمالي عدد الوفيات المرتبطة بسوء التغذية إلى 227، وأوضح دوجاريك في مؤتمر صحفي، مساء أمس، أن الوفيات تشمل 103 أطفال منذ أكتوبر 2023، محذرًا من أن الجوع وسوء التغذية بلغوا أعلى مستوياتهما في غزة منذ بدء الصراع.
وأضاف أن الإمدادات الإنسانية التي تدخل غزة لا تزال أقل بكثير من الحد الأدنى المطلوب لتلبية احتياجات السكان، مشيرًا إلى أن «التحركات الإنسانية تواجه تأخيرات كبيرة، وهناك عقبات أخرى تمنع الأمم المتحدة من تقديم المساعدات بالشكل المطلوب»، كما أشار إلى أن «جهود التنسيق غالبًا ما تستغرق وقتًا طويلًا بسبب التصاريح غير المتوقعة من السلطات الإسرائيلية، مما يهدر وقتًا ثمينًا».
قبل ذلك، صرح ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، الدكتور ريك بيبركورن، بأن الأوضاع الصحية في غزة كارثية، حيث تعمل المستشفيات بأقصى طاقتها، مع نفاد تام لبعض الأدوية المنقذة للحياة وتزايد الوفيات الناتجة عن سوء التغذية والأمراض، وأضاف بيبركورن خلال حديثه للصحفيين في جنيف عبر الفيديو من القدس، أن أقل من نصف مستشفيات غزة وأقل من 38% من مراكز الرعاية الصحية الأولية تعمل جزئيًا أو بمستويات دنيا.
وأشار بيبركورن إلى أن هناك نقصًا حادًا في الأدوية والمستلزمات الطبية، وقد تفاقم الوضع، حيث وصل مخزون 52% من الأدوية و68% من المستلزمات الطبية إلى الصفر، موضحًا أن المستشفيات تعاني من ضغط شديد بسبب الإصابات في مناطق توزيع الغذاء، مما يؤدي إلى نقص مستمر في الدم والبلازما، حيث قُتل ما لا يقل عن 1655 شخصًا في تلك المناطق وأصيب أكثر من 11800 شخص منذ 27 مايو الماضي.
وفقًا لموقع أخبار الأمم المتحدة، تفاقمت الأزمة بسبب أوامر الإجلاء في مدينة غزة، مما جعل مستودع منظمة الصحة العالمية يقع في منطقة إخلاء، حيث تقع المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الأولية ومرافق الإسعاف داخل هذه المناطق أو بالقرب منها، مما يهدد بمزيد من التعطيل للخدمات.
من نفس التصنيف: أمريكا تفرض تعريفات جمركية على 180 دولة بطريقة أحادية والصين ترد على ذلك
وفيما يتعلق بالضفة الغربية المحتلة، أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) بأن مجتمعًا فلسطينيًا بدويًا آخر تم تهجيره بسبب العنف من القوات الإسرائيلية والمستوطنين، وأوضح ستيفان دوجاريك أن القوات الإسرائيلية اقتحمت مجتمع عين أيوب في محافظة رام الله وأمرت بالإخلاء الفوري لسكانه الفلسطينيين الذين يقدر عددهم بنحو 100، حيث نقل دوجاريك عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أن الكثيرين ممن تم إخلاؤهم ليس لديهم مأوى بديل.
إلى ذلك، أكد رئيس الوزراء النيوزيلندي، كريستوفر لوكسون، اليوم الأربعاء، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، فقد صوابه، في الوقت الذي تدرس فيه نيوزيلندا إمكانية الاعتراف بالدولة الفلسطينية، حيث قال لوكسون للصحفيين إن نقص المساعدات الإنسانية والتهجير القسري للسكان وضم غزة أمر مروع للغاية، مشيرًا إلى أن «نتنياهو» تمادى كثيرًا، وفقًا لوكالة «رويترز»، مضيفًا: «أعتقد أنه فقد صوابه.. ما شاهدناه.. الهجوم على مدينة غزة، أمر غير مقبول على الإطلاق».
وفي وقت سابق، أشار لوكسون إلى أن نيوزيلندا تفكر في الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وانضمت أستراليا، حليفة نيوزيلندا المقربة، يوم الاثنين الماضي إلى كندا وبريطانيا وفرنسا في إعلان نيتها الاعتراف بالدولة الفلسطينية خلال اجتماعات الأمم المتحدة المقبلة في سبتمبر.
التعليقات