
بين الفشل والنجاح، تتجلى مسيرة «ملك المواويل» الفنان محمد عبد المطلب، الذي يصادف اليوم ذكرى ميلاده في 13 أغسطس 1910، حيث اتسمت رحلته الفنية بالعديد من المحطات المليئة بالتحديات والنجاحات، وفي السطور التالية نستعرض أبرز محطات «عبد المطلب» الفنية.
– صورة أرشيفية.
ممكن يعجبك: خالد سرحان يحتفل بعيد ميلاد عادل إمام الـ 85 برسالة تهنئة مميزة
من الريف المصري إلى قمة المطربين
وُلد محمد عبد المطلب عبد العزيز الأحمر، ابن محافظة البحيرة، في 13 أغسطس 1910، من مركز شبراخيت، حيث كان حافظًا للقرآن الكريم، وفي إحدى لقاءاته النادرة مع تليفزيون الكويت، تحدث عن بداياته الفنية قائلاً: والدي كان من أهل العلم، في تلك الفترة كان الفن والغناء يعتبران جريمة، وكان أخي محمد لبيب هو من أقنعني بالذهاب إلى القاهرة بعد أن رأى عدم جدوى استكمال دراستي، فكذبت على والدي وقلت له أنني سأذهب مع أخي للتعلم في القاهرة، وانضممت في تلك الفترة إلى معهد الموسيقى العربية، وكان من بين أساتذتي الموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب، الذي دربني، لكنني لم أستمر طويلاً في المعهد، حيث وصفت قراري بالقول: «لقيت الطريق ده صعب، لم أمارس الدراسة فنزلت إلى معركة الحياة، وكنت كشاب وقتها عايز أوصل للشهرة بسرعة».
محمد عبد المطلب – صورة أرشيفية.
مقال له علاقة: عادل عوض يستعرض عالم سينما ستيفن سبيلبرج في مهرجان الفرنكوفونيّة
تفاصيل مشوار محمد عبد المطلب وبديعة مصابني
بدأت مرحلة جديدة في حياة محمد عبد المطلب عندما قرر النزول إلى شارع عماد الدين، حيث كانت تنطلق جميع النجوم، لكن الفشل لاحقه في بداية حياته خلال أول حفلة له على مسرح الأزبكية، ليبدأ مرحلة جديدة في العمل مع بديعة مصابني، إلى جانب عدد من المطربين في ذلك الوقت، منهم فريد الأطرش وإبراهيم حمودة، وكان «عبد المطلب» يقوم بالغناء في بداية السهرة، وقد وصف مشواره الفني بأنه «الشاق، الحلو، الهواء، العاصفة»، لكنه أيضًا أحب الكفاح.
محمد عبد المطلب – صورة أرشيفية.
«بتسأليني بحبك ليه؟».. بداية انطلاقة محمد عبد المطلب
انطلقت مسيرة محمد عبد المطلب الحقيقية من خلال أغنية «بتسأليني بحبك ليه؟ سؤال غريب مجاوبش عليه»، حيث قال عن تلك المرحلة: «فشلت في عماد الدين، وبدأت العمل مع محمد عبد الوهاب كمذهبجي أو كوراس، وسألني: إيه رأيك لو سجلت كام أسطوانة؟»، وبالفعل كانت تلك الأغنية من بين 6 أسطوانات حصلت على 2 جنيه للأغنية، ومجموع الأسطوانات 12 جنيه، لتكون تلك الأسطوانة سبب نجاحي وشهرتي، وكانت من ألحان محمود الشريف.
سر رفض جمهور الإسكندرية لمحمد عبد المطلب
بعد نجاح الأسطوانة، توجه محمد عبد المطلب إلى الإسكندرية للغناء في مسرح مونت كارلو، ليقول: «طلعت أغني ففشلت والناس مصقفتش ولم يستقبلوني، وقالوا لي انزل»، ورغم ذلك، ظلت الإسكندرية الوحيدة التي قدرتني، وحبوني جداً بعد سنوات من هذا الموقف، لدرجة أنهم أحبوني في نفس الأغنية التي رفضوها في البداية.
كيف وصف عبد المطلب المطربين في عصره بلغة الزهور
وصف محمد عبد المطلب المطربين في عصره بلغة الزهور قائلاً: أحب لبلبة كمقلدة لمحمد عبد المطلب، أحب أشوفها تقلدني، هاني شاكر جملة أو مجموعة زهور حلوة طالعة للناس، لأني حاسس بيه كفنان، عشت وسمعته، يمكن سلم عليا مرة واحدة في حياته، محرم فؤاد زهرة البنفسج، عفاف راضي وردة صفراء، عبد الحليم حافظ: وردة حمراء قايحة لأنه يحب كتير وبيحب الناس، فيروز وردة بيضا حلوة، نجاة فنانة شيك صوت فيه شياكة، على خلق، عمري ما سمعتها بتذم أو تتكلم على حد.
محطات فنية في مشوار محمد عبد المطلب
قدّم الفنان محمد عبد المطلب مسيرة طويلة من الأعمال الفنية، من بينها أغنيات: «بتسأليني بحبك ليه، يا ليلة فرحنا طولي، يا حاسدين الناس، ساكن في حي السيدة، في قلبي غرام، ودع هواك ودع، يا أهل المحبة، الناس المغرمين»، بالإضافة إلى مشاركته في العديد من الأفلام، مثل: «5 شارع الحبايب، بيني وبينك، بنت الحتة، بنت الأكابر، اديني عقلك، أشكر لمين، لك يوم يا ظالم، الجيل الجديد، تحت سماء المدينة، توحة، ليلة غرام» وباقة أخرى من الأعمال.
وسام الجمهورية من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر
في عام 1964، حصل الفنان الراحل محمد عبد المطلب على وسام الجمهورية من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
الفصل الأخير من حياة محمد عبد المطلب
وفي 21 أغسطس 1980، رحل «ملك المواويل» محمد عبد المطلب عن عالمنا، تاركًا وراءه رصيدًا كبيرًا من الأعمال التي لا تزال عالقة في أذهان جمهوره.
التعليقات