وزير خارجية تركيا يحذر في مؤتمر صحفي من محاولات إسرائيل لإضعاف دمشق مع نظيره السوري

أكد وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، في تصريحاته اليوم الأربعاء، أن هناك جهودًا إسرائيلية تهدف إلى إضعاف سوريا، مشيرًا إلى التحديات العديدة التي تواجهها دمشق في الوقت الراهن.

وأضاف فيدان، خلال مؤتمر صحفي جمعه بنظيره السوري أسعد الشيباني في العاصمة التركية أنقرة، أنه «تم فتح صفحة جديدة بالعلاقات بين سوريا وتركيا في 8 ديسمبر الماضي، مما أسهم في إغلاق صفحة من الحرب الأهلية، وهو ما أتاح الأمل لسوريا والمنطقة»، كما أوضح أنه «تم البدء في العديد من المشاريع التنموية في سوريا، بما في ذلك مجالات الطاقة وغيرها».

وأشار فيدان إلى أن «الجمهورية التركية بذلت قصارى جهدها للوصول إلى هذه النقطة»، مضيفًا أن «بعض الأطراف تشعر بالقلق من استقرار سوريا وتطورها، وتسعى لتمرير مؤامرات بدأت بالساحل السوري ثم السويداء، والآن ما تقوم به قوات سوريا الديمقراطية».

وأوضح أن «هناك تحديات كبيرة، ويجب علينا فهم الصورة بشكل دقيق لنتمكن من وضع الحلول المناسبة، والتغلب على هذه المؤامرات والعراقيل التي تواجهنا».

فيدان يوجه رسالة للإسرائيليين

واتهم وزير الخارجية التركي الاحتلال الإسرائيلي بالسعي لتخريب سوريا، قائلاً إن «هناك مساعي إسرائيلية تهدف إلى إضعاف سوريا وخلق أجواء من الفوضى، مما يمهد الطريق أمام إسرائيل لتحقيق أهدافها».

وأضاف: «أقول لإسرائيل والشعب الإسرائيلي، إن قوتكم لا تأتي من ضعف الدول والشعوب المحيطة بكم، فالخطوات الإسرائيلية القائمة على احتلال الدول تؤدي إلى الفوضى وعدم الاستقرار»

وقال وزير الخارجية التركي: «نحن نتفق مع الحكومة السورية على ضرورة وحدة الأراضي السورية، وأن تكون سوريا واحدة موحدة»

وتابع: «إذا قارنا بين تصريحات قوات سوريا الديمقراطية الآن، وتصريحاتها عند توقيع اتفاق العاشر من مارس، سنجدها متباينة وغير متطابقة، لذا نسألهم عما يفكرون فيه، ومن يمنحونهم الأولوية، هل هناك من سيقدم الدعم لهم ويزيد من عمر تنظيمهم؟ هذه التدخلات والمؤامرات ستؤثر سلبًا على الأكراد وعلى كافة فئات الشعب السوري أيضًا»

وأشار إلى أنه «لا توجد نوايا من تنظيم قوات سوريا الديمقراطية للتخلي عن السلاح، وهناك بعض الأطراف التي تدعمه وتجعله يعتقد أنها ستطيل عمره، ليعلم هذا التنظيم أننا نراقب هذه التطورات ونحللها عن كثب، فهم لا يريدون ترك السلاح، ولديهم أحلام يسعون لتحقيقها من خلال العمل المسلح بدعم من بعض الدول، ونقول لهم إن هذه سياسة خاطئة لن تؤدي إلى نتائج إيجابية».

وأكد فيدان أن بلاده «تتابع جميع التطورات عن كثب، وتقوم بعقد لقاءات واجتماعات مع المبعوث الأمريكي إلى سوريا توماس براك، وننظر إلى هذه المرحلة على أنها مرحلة بناءة، ورغم وجود تباين في وجهات النظر، يجب أن نجد حلولًا معًا، كما يجب على تنظيم وحدات حماية الشعب الكردية التخلي عن هذه السياسة، لأنهم لن يصلوا إلى أحلامهم وأهدافهم، وهناك فرصة ذهبية يجب عليهم استغلالها لبناء سوريا الجديدة، وينبغي عليهم الانتباه إلى أن مرحلة جديدة بدأت في المنطقة».

وأضاف: «نحن لسنا أغبياء أو فاقدي العقل، بل نريد أن نعطيكم فرصة (مخاطبًا المقاتلين الأكراد)، ولكن نحذركم أنه يجب تغيير هذه السياسة، والعمل مع الحكومة السورية الجديدة لبناء سوريا الجديدة»

الشيباني: هناك تحديات لا تقل خطورة عن سنوات الحرب

من جانبه، حذر الشيباني من دعم الفوضى في سوريا، قائلاً: «ناقشنا العديد من الملفات، منها سبل تعزيز التعاون السياسي وآفاق الشراكة الاقتصادية، وأكدنا على ضرورة التنسيق الأمني والعسكري لضبط الحدود ومحاربة الإرهاب»

وأضاف: «نواجه الآن تحديات كبيرة، لا تقل خطورة عن تلك التي واجهناها خلال سنوات الحرب، ونواجه تدخلات خارجية متعددة، بعضها مباشر والبعض الآخر غير مباشر، تهدف إلى تقسيم البلاد وتعتمد على الطائفية والفتنة»

وشدد على أن أكبر التحديات التي تواجه سوريا اليوم هي التدخلات الإسرائيلية، قائلًا: «ما يحدث في السويداء هو حدث مفتعل من قبل إسرائيل لبث الفتنة الطائفية»، داعيًا «العقلاء في السويداء لتغليب لغة العقل، ومنح الدولة الفرصة لتقوم بدورها»، مشيرًا إلى أن المؤتمر الذي عُقد في الحسكة لا يمثل الشعب السوري ولا الغالبية العظمى منه ومن طوائفه، معتبرًا أن هذا المؤتمر يعد نقضًا لاتفاق العاشر من مارس

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *