
تستمر الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو، التي تعد الأكثر يمينية وتطرفًا في تاريخ إسرائيل، في إطلاق تصريحات مثيرة للجدل، حيث عبّر نتنياهو عن شعوره بأنه في “مهمة تاريخية وروحية”، وأكد تمسكه “الجيد” برؤية “إسرائيل الكبرى” التي تشمل الأراضي الفلسطينية، وقد تمتد إلى مناطق من الأردن ومصر، وذلك وفقًا لما ذكرته صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”.
وأشارت الصحيفة إلى أن بعض الصهاينة الأوائل استخدموا هذه العبارة للإشارة إلى إسرائيل الحالية، بالإضافة إلى غزة والضفة الغربية والأردن، وقد تحدث نتنياهو لقناة “i24” الإسرائيلية عن “الحلم الإسرائيلي” بوصفه “مهمة أجيال” تُسلم من جيل إلى جيل.
ممكن يعجبك: مجازر إسرائيلية متواصلة في غزة تسفر عن 52 قتيلاً يوم الاثنين
وفي هذا السياق، وصف الدكتور أحمد فؤاد أنور، الخبير في الشأن الإسرائيلي وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، تصريحات نتنياهو بأنها “طحن للماء” وإفلاس سياسي يهدف إلى دغدغة مشاعر القطاع المتطرف في المجتمع الإسرائيلي، وأكد أنور في تصريحات خاصة لـ “بوابة مولانا” أن حديث نتنياهو عن “إسرائيل الكبرى أو الكاملة” ليس محددًا في التوراة، مشيرًا إلى أن إسرائيل “لا تستطيع حماية حدود 1948، فكيف تتحدث عما هو خارجها؟”.
وأضاف أن نتنياهو “لا يستطيع إجبار المقاومة في غزة على رفع الراية البيضاء أو تحقيق أهداف حربه”، معتبرًا أن ما يحدث حاليًا هو “حرب نفسية” حيث يتحدث عن احتلال ما تبقى من قطاع غزة.
وأشار أنور إلى أن نتنياهو ينتمي لليمين الإسرائيلي الذي فشل في تحقيق أغراضه، مستشهدًا بتجارب قادة اليمين السابقين مثل مناحم بيجن الذي اضطر للانسحاب من سيناء والاعتراف بالخسائر في حرب لبنان، وأرييل شارون الذي انسحب أحادي الجانب من غزة عام 2005.
من جانبها، أوضحت عبير ياسين، الخبيرة في الشؤون الإسرائيلية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن نتنياهو يحاول إعادة تقديم نفسه للداخل الإسرائيلي بطريقة جديدة من خلال استحضار المسؤولية التاريخية والروحية فيما يخص فكرة إسرائيل الكبرى، وذلك بعد فشله في تسويق نفسه كصاحب الانتصار المطلق على حركة حماس، وأشارت ياسين لـ “بوابة مولانا” إلى أن نتنياهو يسعى من خلال هذا التوجه إلى تمرير ضرورة البقاء السياسي والحماية من المحاسبة القانونية والسياسية، بالإضافة إلى المحاسبة الشعبية الناتجة عن التقصير في تحرير الرهائن، مؤكدة أن هذه الاعتبارات تسود على غيرها من الحسابات السياسية.
وحذرت الخبيرة من أن الرؤية التي تعاد صياغتها عبر الحكومة اليمينية الأكثر تطرفًا تحمل تهديدات ومخاطر على علاقة إسرائيل بدول الجوار، بما في ذلك مصر، مضيفة أن خطاب نتنياهو مرفوض مصريًا وعربيًا ويعبر عن مخاطر اليمين الإسرائيلي المتطرف على الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، كما يعكس الخيارات الضيقة للبقاء التي تواجه ائتلاف نتنياهو المأزوم وما يواجهه من تحديات نتيجة الفشل في غزة سياسيًا وعسكريًا.
ويؤكد أستاذ حل النزاعات الدولية والإقليمية والخبير بالشؤون الإسرائيلية الدكتور علي الأعور، أن نتنياهو فشل في إقناع الصحافة الأجنبية بعدم وجود مجاعة في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن تصريحاته حول إسرائيل الكبرى مجرد دعاية سياسية للاستهلاك المحلي، وأضاف “الأعور” في تصريحات لـ “بوابة مولانا” أن نتنياهو قال للجمهور الإسرائيلي والصحافة العبرية إنه أمام مهمة تاريخية وروحية ودينية، مما يعكس سعيه لتوفير شرعية دينية لما يقوم به، وبالتالي كانت تصريحات نتنياهو تهدف إلى كسب أصوات اليمين والمتدينين لدعمه في حربه على الشعب الفلسطيني.
من جهته، أكد الخبير في الشؤون الإسرائيلية وقضايا الصراع، الدكتور نزار نزال، أن نتنياهو كشف من خلال تصريحاته عن نواياه الحقيقية التي تتجاوز الاعتبارات الأمنية نحو رؤية دينية لمشروع “إسرائيل الكبرى”، موضحًا أن تصريحات نتنياهو “أظهرت نيته الحقيقية وهي نظرة دينية روحانية، وليست القضية اجتياحًا أو احتياجًا أمنيا لإسرائيل”، مشيرًا إلى أن هذه النظرة ترتبط بمعتقدات دينية.
ممكن يعجبك: أحكام قاسية بحق المتهمين في حادثة الاعتداء على مواطن في عين فكرون
إلى ذلك، قال رئيس الوزراء النيوزيلندي، كريستوفر لوكسون، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، فقد صوابه، في الوقت الذي تدرس فيه بلاده ما إذا كانت ستعترف بالدولة الفلسطينية، وأوضح لوكسون للصحفيين أن نقص المساعدات الإنسانية والتهجير القسري للسكان وضم غزة أمر مروع للغاية، مشيرًا إلى أن “نتنياهو” تمادى كثيرًا، وفقًا لوكالة “رويترز”.
التعليقات