
مواضيع مشابهة: تحذيرات من تهديدات للجاليات اليهودية والإسرائيلية في الإمارات وبيان عاجل من السفارة الأمريكية حول الموضوع
إعداد: وائل لبيب
بينما يترقب العالم الاجتماع التاريخي بين البيت الأبيض والكرملين في ألاسكا غداً الجمعة، يحمل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في جعبته مجموعة من التنازلات الاقتصادية، بالإضافة إلى صفقة المعادن النادرة التي يمكن أن تحفز نظيره الروسي فلاديمير بوتين على إنهاء الحرب في أوكرانيا
فرصة رابحة لبوتين
وفقاً لصحيفة «تليجراف» البريطانية، سيصل ترامب إلى الاجتماع حاملاً معه فرصاً مميزة لبوتين، تشمل فتح موارد ألاسكا الطبيعية أمام موسكو، ورفع بعض العقوبات الأمريكية المفروضة على صناعة الطيران الروسية، فضلاً عن السماح لبوتين بالوصول إلى المعادن الأرضية النادرة في الأراضي الأوكرانية التي تسيطر عليها بلاده
وأشارت الصحيفة إلى دور سكوت بيسنت، وزير الخزانة الأمريكي، في إطلاع ترامب على آخر المستجدات قبل اجتماعه مع بوتين في أنكوريج، حيث يستكشف بيسنت التنازلات الاقتصادية التي يمكن للولايات المتحدة تقديمها لروسيا لتسريع الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار
عواقب وخيمة
في مؤتمر صحفي يوم الأربعاء، حذر ترامب من أن بوتين سيواجه «عواقب وخيمة» إذا لم يوافق على إنهاء الحرب في أوكرانيا خلال اجتماعهما يوم الجمعة، كما أشار إلى نيته لعقد اجتماع ثانٍ فوري مع بوتين، بمشاركة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بعد محادثاتهما المنفردة في ألاسكا
قال ترامب: «إذا سارت الأمور على ما يرام في الاجتماع الأول، فسنعقد اجتماعاً ثانياً سريعاً، أود أن يتم ذلك على الفور تقريباً، وسنجتمع مرة أخرى بيني وبين الرئيس بوتين والرئيس زيلينسكي، إذا رغبا في استضافتي»
كما حضر الرئيس الأمريكي قمة افتراضية مع زيلينسكي وقادة أوروبيين آخرين، بما في ذلك كير ستارمر وإيمانويل ماكرون وفريدريش ميرتس، في إطار سلسلة من الاتصالات قبل اجتماع ألاسكا
ضمانات أمنية
بعد المحادثات، أكد زيلينسكي أن ترامب يدعم الضمانات الأمنية لأوكرانيا، حيث قال في مؤتمر صحفي إلى جانب المستشار الألماني: «يجب أن تكون هناك ضمانات أمنية»، وأضاف: «قال الرئيس ترامب إنه يدعم هذا، ويدعم استعداد أمريكا للمشاركة»
على الرغم من ذلك، أبقت واشنطن على مسألة الضمانات الأمنية لأوكرانيا جانباً من النقاش، رغم كونها مطلباً رئيسياً من كييف
في هذا السياق، تعمل بريطانيا وفرنسا وألمانيا على إنشاء قوة حفظ سلام في أوكرانيا بعد الحرب، دون مشاركة مباشرة من الأمريكيين، ولكنها تأمل في أن تقدم الولايات المتحدة دعماً مثل الغطاء الجوي
وفي تحديث للخطط بعد محادثات الأربعاء، قال ستارمر إن «تحالف الراغبين» مستعد لتنفيذ خطة وقف إطلاق النار حال الاتفاق على اتفاق سلام
خطط أوروبية
وأضاف: «إن الخطط جاهزة الآن في صيغة يمكن استخدامها إذا وصلنا إلى وقف لإطلاق النار»، مشيراً إلى إحراز تقدم حقيقي بشأن الضمانات الأمنية لأوكرانيا
وأكد قادة أوروبيون، بما في ذلك ماكرون، أن الاتصالات مع ترامب كانت «إيجابية»، حيث قال زيلينسكي بعد الاتصالات إن بوتين كان «يخادع» عندما زعم أنه لا يكترث بالعقوبات وأنها غير مجدية
إلى جانب رفع العقوبات، كشفت «التليجراف» أن الولايات المتحدة تستعد لتقديم حوافز أخرى لبوتين لإنهاء الحرب، بما في ذلك الوصول إلى المعادن الأرضية النادرة في المناطق الأوكرانية التي تسيطر عليها روسيا
يُعتقد أن أوكرانيا تمتلك 10% من احتياطيات العالم من الليثيوم، المستخدم في إنتاج البطاريات، حيث يقع اثنان من أكبر رواسب الليثيوم لديها في مناطق تسيطر عليها روسيا، وقد أعلن بوتين ملكية بلاده للمعادن الثمينة الموجودة في تلك المناطق
صرح مصدر مطلع على المقترحات قائلاً: هناك مجموعة من الحوافز، قد تشمل صفقة محتملة للمعادن والعناصر الأرضية النادرة
وتسعى واشنطن إلى تقديم صفقة معادن لموسكو، مشابهة لتلك التي تم توقيعها في مايو/أيار الماضي مع كييف، للسماح لها باستغلال الموارد الطبيعية الوفيرة في أوكرانيا، حيث أدت سياسة ترامب «أمريكا أولاً» إلى إبرامه صفقات معادن عدة منذ عودته إلى المكتب البيضاوي، أبرزها مع أوكرانيا وكازاخستان
رفع حظر عن قطع غيار الطائرات
كما تشمل الحوافز الأمريكية الأخرى، رفع حظر تصدير قطع الغيار والمعدات اللازمة لصيانة الطائرات الروسية، والتي تعطلت أجزاء كبيرة منها، حيث قيدت الدول الغربية وصول موسكو إلى قطع الغيار الأساسية وغيرها من المعدات منذ اندلاع الحرب مع أوكرانيا عام 2022، مما أجبر شركات الطيران والجيش على استغلال الطائرات القديمة للحصول على قطع غيار بديلة
وأشار سيرجي تشيميزوف، رئيس شركة روستك الحكومية الروسية، إلى أن نحو 30% من الطائرات الروسية غربية الصنع، والتي لا تحتاج إلى صيانة، قد تتوقف عن العمل خلال السنوات الخمس المقبلة
فرصة روسية في موارد ألاسكا وبيرنج
يدرس ترامب أيضاً منح روسيا فرصاً للاستفادة من الموارد الطبيعية القيّمة في المضيق الذي يفصلها عن الولايات المتحدة، حيث تُقدّر احتياطيات ألاسكا، التي يفصلها عن روسيا ثلاثة أميال فقط من مضيق بيرينغ، باحتياطيات كبيرة غير مكتشفة من النفط والغاز، بما في ذلك 13% من نفط العالم
من شأن تعزيز الوجود الروسي في المضيق أن يعزز المصالح الاستراتيجية لبوتين في منطقة القطب الشمالي، التي شكلت 80% من إنتاج روسيا من الغاز في عام 2022
وقالت مصادر حكومية بريطانية إن مثل هذه الحوافز قد تكون مقبولة لدى أوروبا طالما أنها لا تُعتبر مكافأة لروسيا، حيث تابعت: «الشعور السائد هو أنه يجب تقديمه بما يتماشى مع الرأي العام حول هذا الموضوع، ولا يمكن اعتباره مكافأة لبوتين»
يُعتقد أن المقترحات الأمريكية ستتضمن تمتع روسيا بسيطرة عسكرية واقتصادية على الأراضي الخاضعة لسيطرتها في أوكرانيا، وذلك على غرار الحكم الفعلي لإسرائيل على الأراضي الفلسطينية، وفقاً لصحيفة التايمز، حيث طُرحت هذه الفكرة في مناقشات بين ستيف ويتكوف، مبعوث ترامب، ونظرائه الروس
يُخفف البيت الأبيض من توقعاته قبل القمة يوم الجمعة، مُصوّراً إياها على أنها «تمرين استماع»، حيث قال ترامب للصحفيين يوم الاثنين: «هذا في الحقيقة اجتماع لاستطلاع الرأي، نوعاً ما»، مُتوقعاً أنه سيعرف «ربما خلال الدقيقتين الأوليين» ما إذا كان بوتين جاداً بشأن السلام
مواضيع مشابهة: البرازيل تضع رئيسها السابق تحت الإقامة الجبرية وسط مخاوف من انقلاب محتمل
مواضيع مشابهة: اعتداءات على الفلسطينيين في الضفة الغربية ومداهمات مستمرة للأقصى
التعليقات