ترامب يلتقي بوتين ويؤكد عدم وجود تعاون تجاري قبل إنهاء الحرب في أوكرانيا

غادر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب واشنطن على متن طائرة الرئاسة يوم الجمعة متجهاً إلى ألاسكا، حيث سيعقد اجتماعاً مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمناقشة إمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في أوكرانيا، وقد صرح ترامب بشأن نتائج هذا اللقاء المرتقب قائلاً: «سيكون هناك شيء ما»، وأكد أنه لن يكون هناك تعاون تجاري بين روسيا وأمريكا حتى يتم إنهاء الحرب في أوكرانيا.
رافق ترامب في هذه الرحلة وزير الخارجية ماركو روبيو، ووزير الخزانة سكوت بيسنت، ووزير التجارة هوارد لوتنيك، ومدير وكالة المخابرات المركزية (سي.آي.إيه) جون راتكليف، بالإضافة إلى مستشارين رفيعي المستوى.
كما أكد ترامب أن الضمانات الأمنية لأوكرانيا ممكنة من خلال التعاون مع الدول الأوروبية، مشيراً إلى أن أوكرانيا يجب أن تحدد موقفها بشأن حدود أراضيها.

اجتماع حول اتفاق نووي
تجري المحادثات بين ترامب وبوتين في ألاسكا، حيث تركز على جهود ترامب للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في أوكرانيا، بالإضافة إلى عرض قدمه بوتين في اللحظة الأخيرة بشأن اتفاق نووي محتمل، وهو ما قد يساعد الزعيمين في الحفاظ على ماء الوجه.
سيكون هذا الاجتماع، الذي سيعقد في قاعدة جوية تعود إلى حقبة الحرب الباردة، هو الأول بينهما منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض.
يأتي هذا اللقاء وسط مخاوف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وحلفائه الأوروبيين من احتمال أن يتخلى ترامب عن كييف، أو يحاول الضغط عليها لتقديم تنازلات بشأن الأراضي.
يسعى ترامب إلى تحقيق هدنة في الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات ونصف، لتعزيز صورته كصانع سلام عالمي يستحق جائزة نوبل للسلام.

مكاسب لبوتين
أما بالنسبة لبوتين، فإن هذه القمة تمثل مكسبًا كبيرًا حتى قبل أن تبدأ، إذ يمكنه استغلالها للإشارة إلى أن محاولات الغرب لعزل روسيا قد باءت بالفشل، وأن موسكو قد عادت إلى مكانتها المناسبة على طاولة الدبلوماسية الدولية، كما أن بوتين يحرص منذ فترة طويلة على إجراء محادثات مباشرة مع ترامب بعيدًا عن أوكرانيا.
أعلن البيت الأبيض أن القمة ستعقد في الساعة 11 صباحًا بتوقيت ألاسكا (1900 بتوقيت جرينتش).

دلائل التسوية
أفاد مصدر مقرب من الكرملين بأن هناك دلائل على استعداد موسكو للتوصل إلى تسوية بشأن أوكرانيا، حيث صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الذي يعد من المخضرمين في الدبلوماسية الروسية، بأن موسكو لا تكشف عن خططها ونياتهم مسبقًا.
عبرت أوكرانيا وحلفاؤها الأوروبيون عن ارتياحهم بعد اتصال هاتفي أجروه الأربعاء، حيث ذكروا أن ترامب وافق على ضرورة إشراك أوكرانيا في أي محادثات بشأن التنازلات عن الأراضي، كما أشار زيلينسكي إلى أن ترامب دعم فكرة الضمانات الأمنية في تسوية ما بعد الحرب.
في ظل ظهور علامات الإنهاك على الاقتصاد الروسي بسبب الحرب، يحتاج بوتين إلى ترامب لمساعدته في تخفيف قيود العقوبات الغربية، أو على الأقل عدم فرض عقوبات جديدة على موسكو، وهو ما هدد به ترامب.
في اليوم السابق للقمة، ألمح بوتين إلى إمكانية تحقيق شيء آخر يسعى إليه ترامب، وهو إبرام اتفاقية جديدة للحد من الأسلحة النووية لتحل محل الاتفاقية الحالية التي من المقرر أن تنتهي في فبراير/ شباط.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *