بوتين يزور ألاسكا وسط تساؤلات حول صحته وحالته الصحية

بينما يستعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (72 عاماً) للقاء تاريخي مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب في ألاسكا، تزداد التكهنات حول حالته الصحية، وذلك وفقاً لتقرير نشرته صحيفة «ديلي ميل».

ممكن يعجبك: الجامعة العربية تندد بالهجمات على مرافق الدولة في السودان وتدعو لحماية الاستقرار

يشير خصومه وبعض التسريبات من أجهزة استخبارات غربية إلى أن بوتين قد يعاني من مجموعة من الأمراض، بدءاً من متلازمة تململ الساقين وصولاً إلى أمراض أكثر خطورة مثل الشلل الرعاش، بالإضافة إلى احتمال استخدامه للمنشطات الستيرويدية.

أرجل مرتجفة وحركات غريبة

خلال مؤتمر صحفي في كازاخستان في نوفمبر/تشرين الثاني 2024، لوحظ أن بوتين كان ممسكاً بالمنصة، بينما كانت ساقاه تتحركان بطريقة غير طبيعية.

أشار الأطباء إلى أن هذه الأعراض قد ترتبط باضطرابات عصبية أو مرض باركنسون، لكنهم أكدوا أن المقطع وحده لا يكفي لتقديم تشخيص دقيق.

وجه منتفخ يثير التساؤلات

ظهور بوتين بملامح منتفخة، خاصة في الوجه والعنق، أثار الكثير من التساؤلات حول تلقيه علاجاً بالستيرويدات، ربما كجزء من بروتوكول لمكافحة السرطان أو لعلاج التهابات مزمنة.

لقاءات متكررة مع أطباء أورام

بحسب تقرير استقصائي عام 2022، زار جراح مختص بسرطان الغدة الدرقية بوتين عشرات المرات في منتجع سوتشي.

كما تكررت زيارات أطباء أنف وأذن وحنجرة بشكل ملحوظ، مما يعزز الشكوك حول مشكلات صحية محتملة.

شوف كمان: السفير الإسرائيلي في فرنسا يكشف عن تدمير أجزاء من البرنامج النووي الإيراني بالفعل

شائعات حول استخدام أشباه

انتشرت مزاعم في عام 2025 تفيد بأن بوتين أرسل شبيهاً له إلى الجبهة في منطقة كورسك، كما ظهرت شائعات تفيد بأنه قد سرّع خططه العسكرية لأوكرانيا بسبب احتمالية ضيق الوقت المتاح أمامه.

الفوز بمجرد الحضور

وسط هذه الشائعات، يستعد بوتين للظهور في الأراضي الأمريكية لأول مرة منذ عام 2015، حين كان أوباما يسعى لعزل روسيا دبلوماسياً.

الإعلام الروسي يصور الزيارة على أنها بداية انفراج في العلاقات، مع الحديث عن صفقات تجارية محتملة ومفاوضات سلام.

حتى لو لم تُثمر اللقاءات، فإن ظهور بوتين في هذا المشهد العالمي يعزز من رصيده السياسي داخلياً وعالمياً.

استراتيجية البداية الصادمة

لا يدخل بوتين المفاوضات بنبرة هادئة، بل يبدأ بمطالب ضخمة تضع خصمه في موقف دفاعي.

هذه الطريقة، التي يتقنها ترامب أيضاً، تعتمد على رفع سقف المطالب منذ البداية، وتقديم تنازلات شكلية لاحقاً لإعطاء انطباع بالمرونة.

الهدف هو تحقيق أقصى مكاسب دون تقديم أي تنازلات جوهرية.

أوكرانيا.. أكثر من مجرد 20%

في نظر البعض، أقصى ما يمكن أن تحققه روسيا هو الحفاظ على نسبة الـ20% من الأراضي الأوكرانية التي تسيطر عليها منذ ثلاث سنوات ونصف السنة.

لكن بوتين يسعى لما هو أبعد، أي الاستيلاء على أراضٍ إضافية، وتقليص حجم الجيش الأوكراني، ومنع انضمام أوكرانيا إلى الناتو، بالإضافة إلى رفع العقوبات الأمريكية مقابل منح الغرب وصولاً إلى النفط الروسي.

الخسارة الحقيقية لترامب

إذا فشلت المفاوضات، فلن يخسر بوتين شيئاً، بل قد يظهر أقوى، بينما سيتضرر ترامب من صورة رجل الصفقات الذي لم ينجح في إنجاز اتفاق، وهو أمر لا يرضى به غروره.

تكتيكات بوتين الرمزية في الزيارات.

يمتلك بوتين سجلاً حافلاً في استخدام أساليب تخصه في الزيارات السياسية، إذ جعل البابا الراحل فرانسيس ينتظر أكثر من ساعة في عام 2015، وفي لقاء آخر، جلب كلبه «كوني» لمقابلة أنجيلا ميركل، وهو يعلم خوفها من الكلاب.

⁠.

لكن مع قادة أقوياء مثل الرئيس الصيني شي جين بينغ، يلتزم دائماً بالموعد، ولن يغامر بتصرف مشابه مع ترامب، وإن كان قد يرسل إشارات مبطّنة.

عندما وصف بوتين ترامب بكلمة «يَاركي»، أظهر الأخير فرحاً، بعد أن قيل له إنها تعني «لامع»، لكن المعنى الفعلي في الروسية هو «مُلوّن»، وهي عبارة تحتمل عدة معانٍ حسب السياق.

تفاصيل اللقاء في قاعدة عسكرية

من المقرر أن تبدأ المحادثات الساعة (1900 بتوقيت غرينتش) في قاعدة إلمندورف الجوية، أكبر منشأة عسكرية أمريكية في الولاية، والتي كانت مقراً لمراقبة الاتحاد السوفييتي خلال الحرب الباردة.

الجدير بالذكر أن ألاسكا كانت جزءاً من روسيا، قبل بيعها للولايات المتحدة عام 1867، وهو ما يستخدمه الكرملين في تبرير شرعية «تبادل الأراضي».

لقاء مغلق وتظاهرات بالخارج

أعلن الكرملين أن بوتين وترامب سيلتقيان على انفراد بحضور مترجمين، قبل الانضمام إلى مأدبة غداء عمل مع مساعديهما، ولن يغادر الزعيمان القاعدة إلى مدينة أنكوراج، حيث نظم محتجون تظاهرات تضامن مع أوكرانيا.

احتمالات النجاح والفشل

منح ترامب القمة نسبة نجاح لا تتجاوز 25%، مؤكداً أنه إذا كانت مثمرة، فقد تفضي إلى السلام في المستقبل القريب، أما إذا فشلت، فستنتهي سريعاً.

كما وعد ترامب بالتشاور مع القادة الأوروبيين وزيلينسكي، على أن يكون أي اتفاق نهائي في إطار اجتماع ثلاثي يشمل أوكرانيا لتقسيم الأراضي محل النزاع.

تحديات قانونية ودبلوماسية

يواجه بوتين مذكرة اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية، مما قلل من قدرته على السفر إلى الخارج منذ اندلاع الحرب.

لكن الولايات المتحدة، التي لا تنتمي للمحكمة، خففت مؤقتاً العقوبات للسماح لمسؤولين روس بالمشاركة في القمة، واستخدام بطاقاتهم البنكية في ألاسكا.

خلفية العلاقة بين ترامب وبوتين

سبق وأن واجه ترامب انتقادات حادة بعد قمة 2018، حين بدا وكأنه يصدق نفي بوتين التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية لعام 2016.

قبل عودته إلى البيت الأبيض، أبدى ترامب إعجابه بعلاقته مع بوتين، محملاً سلفه جو بايدن مسؤولية الحرب، وتعهد بإنهائها خلال 24 ساعة من توليه المنصب.