
تم تحديثه الجمعة 2025/8/15 06:38 م بتوقيت أبوظبي
شهد الجنيه المصري تحسنًا ملحوظًا خلال الأسبوعين الماضيين، مما أثار العديد من التساؤلات حول الأسباب الحقيقية وراء تراجع الدولار، وما إذا كان الجنيه سيواصل هذا الاتجاه الإيجابي في الفترة المقبلة.
مقال مقترح: سعر الدولار في مصر اليوم الأحد 4 مايو 2025 واستقرار الجنيه المصري
أوضح الدكتور مدحت نافع، الخبير الاقتصادي، أن تراجع سعر الدولار أمام الجنيه المصري في الأسابيع الأخيرة يعود إلى تداخل عوامل داخلية وخارجية، بالإضافة إلى تأثيرات نفسية وسلوكية ساهمت في توجيه السوق نحو هذا الاتجاه.
وأشار نافع، في تصريحات لـ”العين الإخبارية”، إلى أن استمرار قوة الجنيه يعتمد على قدرة الاقتصاد المصري على تحقيق تحسن مستدام في المؤشرات الكلية، مشددًا على أن أي تراجع في هذه المؤشرات قد ينعكس سريعًا على سعر الصرف.
وفي ختام تعاملات الأمس، واصل الجنيه المصري صعوده ليصل إلى أعلى مستوياته منذ 6 أسابيع، حيث سجل 48.28 جنيه للشراء و48.38 جنيه للبيع في بنكي الأهلي ومصر.
العوامل الخارجية وراء تراجع الدولار عالميًا
لفت نافع إلى أن تقارير مؤسسات مالية دولية بارزة، مثل “جي بي مورغان” و”غولدمان ساكس”، توقعت مسارًا هابطًا للدولار عالميًا، مدعومًا بتوقعات بخفض أسعار الفائدة الأمريكية 4 مرات قبل نهاية 2025، في إطار دورة تيسير نقدي مرتقبة.
كما أن تباطؤ الاقتصاد العالمي، وانخفاض حركة التجارة والسفر، قد قللا من الطلب على العملة الأمريكية، مما انعكس إيجابًا على أسواق الصرف في عدة دول، بما في ذلك مصر.
تحسن المؤشرات المحلية يدعم الجنيه
وبيّن الخبير الاقتصادي أن التحسن الملحوظ في قيمة الجنيه يرتبط بعدة عوامل محلية، أبرزها ارتفاع صافي الأصول الأجنبية بالبنوك إلى نحو 15 مليار دولار، مقارنةً بـ10 مليارات دولار في فبراير/شباط الماضي، وزيادة احتياطي النقد الأجنبي.
كما شهد ميزان المعاملات الجارية تحسنًا بنسبة 50% خلال الربع الثاني من 2025، بجانب تراجع الضغوط على الدولار مع انحسار الاستيراد الموسمي للطاقة، وتقييد الإنفاق العام، ووضع حدود للاستدانة الخارجية.
وأشار نافع إلى أن ارتفاع معدلات السياحة الداخلية بنسبة 25% ساهم في تعزيز موارد النقد الأجنبي، مما خفّض الطلب على العملة الصعبة.
قرارات البنوك.. رسائل إيجابية للأسواق
لفت نافع إلى أن القرارات الأخيرة للبنوك والبنك المركزي بتخفيف القيود على الدولار للمسافرين وفتح السقف للاحتياجات حتى 10 آلاف دولار، وخفض رسوم استخدام البطاقات في الخارج، أرسلت رسائل طمأنة واضحة للسوق، وأسهمت في الحد من الطلب على الدولار بغرض الاكتناز.
هل تراجع الدولار أمام الجنيه مستمر؟
حذّر الخبير الاقتصادي من أن التراجع الحالي لسعر الدولار لن يستمر ما لم يتحقق تحسن ملموس في مؤشرات التضخم، وتقليص الفجوة بين سعر الفائدة الاسمية ومعدل التضخم، مع خفض العجز في الميزان التجاري السلعي غير البترولي، وتحقيق فائض أولي في الموازنة، ومعالجة العجزين الداخلي والخارجي.
وأعلن المركز الإعلامي لمجلس الوزراء، استمرار تباطؤ معدل التضخم السنوي في مصر للشهر الثاني على التوالي، في مؤشر يعكس أثر الإصلاحات الاقتصادية وجهود الدولة لضبط الأسواق وخفض الأسعار.
وأوضح المركز، في بيان رسمي، أن معدل التضخم الشهري بالمدن سجل خلال يوليو/تموز 2025 نسبة سالب 0.5%، مدفوعًا بتراجع أسعار مجموعة الطعام والمشروبات بنسبة 3%، مما يعكس تحسن القوة الشرائية للمواطنين.
وأكد المركز الإعلامي أن هذه المؤشرات تعكس نجاح السياسات الاقتصادية في تحسين كفاءة إدارة الأسواق والسيطرة على معدلات التضخم، مما ينعكس إيجابًا على الأوضاع المعيشية ويخفف الأعباء عن المواطنين.
وشدد نافع على أن تبني سياسات تصنيع وتوطين الإنتاج، على غرار خطة “صنع في الصين 2025″، سيكون المفتاح لضمان استقرار الجنيه المصري على المدى الطويل، عبر تقليل الطلب الحكومي والخاص على الدولار.
التعليقات