
في عالم الأعمال، يتطلب النجاح القدرة على التكيف مع التحديات المالية، وهذا ما يسعى إليه رئيس مجلس إدارة القابضة للاستثمارات المالية، حيث يعمل على تقليل مديونيات شركته التي تقدر بنحو 30 مليار جنيه، من خلال خطة طموحة تتضمن سداد 300 مليون دولار من ديون الشركة المصرية للتكرير، بالإضافة إلى 240 مليون دولار مستحقة عن المديونية الناتجة عن شراء الدين الخارجي، هذه الخطوات تشير إلى تصميمه على استعادة الاستقرار المالي وتعزيز الأداء العام للشركة.
خطة سداد الدين المعقدة
تتضمن الخطة الحالية دعوة لزيادة رأسمال القلعة، حيث يهدف تحويل 240 مليون دولار من الديون إلى حقوق ملكية، مما سيمنح الشركة متنفسًا ماليًا لتقوية هيكلها التمويلي، كما سيتم توجيه حصيلة الزيادة لسداد الأرصدة الدائنة لمساهمين رئيسيين مثل QHRI و Citadel Capital Partner، بالإضافة إلى تخصيص 1.96 مليار جنيه لدعم قدرة الشركة على الوفاء بالالتزامات الحالية والمستقبلية، هذه الخطوات تهدف إلى تخفيف الأعباء التمويلية وتعزيز الاستقرار المالي.
اقرأ كمان: الحرب الاقتصادية بين الولايات المتحدة والصين.. نقاش حول اجتماع غير معروف
تحسين القوائم المالية
تظهر القوائم المالية للشركة أن الالتزامات المتداولة انخفضت من 106.5 مليار جنيه في نهاية 2023 إلى 70.2 مليار جنيه بنهاية 2024، في حين زادت الأصول المتداولة من 38.9 مليار إلى 42.5 مليار جنيه، ومع ذلك، لا تزال القلعة تعتمد بشكل كبير على القروض والتسهيلات البنكية التي بلغت 111.4 مليار جنيه، بينما تحتفظ بسيولة نقدية 13.9 مليار جنيه، تشمل أرصدة مجمدة مخصصة لسداد الديون، ورغم تسجيل أرباح بقيمة 8.2 مليار جنيه، إلا أن الخسائر المرحلة زادت إلى 25 مليار جنيه، مما يعني أن استمرارية التحسن المالي تعتمد على القدرة على توليد تدفقات نقدية كافية.
استراتيجيات تسوية الديون
بدأت خطة السداد في مارس 2024 بتسوية مستحقات لصالح شركة FHI، حيث تم نقل ملكية حصص في شركات تابعة، مما خفف من عبء الفوائد وتقلبات أسعار الصرف، وفي يونيو، وافقت الجمعية العمومية على عرض QHRI لشراء ديون خارجية من بعض البنوك، مع منح المساهمين فرصة المشاركة، على أن يتم السداد من خلال زيادة رأس المال أو نقدًا أو مزيج منهما، هذه الاستراتيجيات تهدف إلى تحسين الوضع المالي للشركة.
من نفس التصنيف: تقرير حكومي يكشف عن مشروع “ساوث ميد” كأكبر فرصة استثمارية في السياحة العقارية بمصر
صفقات بيع الأصول
شهد مايو من نفس العام اتفاقيات تسوية بارزة مع بنوك مثل مصر والقاهرة، حيث تم بيع أصول بقيمة 4.5 مليار جنيه، لكن بعض الشروط لم تستوف، مما أدى إلى إعادة تصنيف 8.9 مليار جنيه من القروض طويلة الأجل كالتزامات متداولة، كما تم توقيع اتفاقية مع المصرف العربي الدولي لإعادة هيكلة ديون حتى عام 2033، بجانب تسويات مع بنوك عربية ودولية، مما يعكس الجهود المبذولة لتخفيف الضغوط المالية.
تحديات استثمارات المصرية للتكرير
تواجه المصرية للتكرير، أحد أكبر استثمارات القلعة، تحديات مرتبطة بأسعار البترول، حيث يمكن لانخفاض 10% في الأسعار أن يقلص التدفقات النقدية بنحو 60 مليون دولار، مما يضغط على توزيعات الأرباح الموجهة لسداد قروض أخرى، ومع ذلك، نجح “هيكل” في خفض صافى الدين من 2.35 مليار دولار إلى 323 مليون دولار، مما يعكس التقدم المحرز في إدارة الديون.
استثمارات استراتيجية جديدة
الأرقام تظهر أن “هيكل” تمكن من خفض المخالفات والتخلف عن السداد من 50 مليار جنيه إلى 10.7 مليار جنيه، ويركز على استثمارات استراتيجية في مواقع مؤثرة، مع ضخ رؤوس أموال جديدة في الشركات التابعة، كما يستهدف مشاريع متوسطة الحجم وصديقة للبيئة موجهة للتصدير، مستفيدًا من برامج دعم الصادرات الحكومية لتعزيز تدفقات المجموعة وخفض نسب المديونية.
حيرة المستثمرين في البورصة
في هذا السياق، يواجه صغار المستثمرين في البورصة المصرية حالة من الارتباك بسبب تتابع زيادات رأس المال التي أعلنت عنها الشركة بأسعار وشروط مختلفة، حيث تم طرح اكتتاب خاص بسعر يقل عن جنيه واحد، ما أثار تساؤلات حول تأثير الاكتتابات على هيكل الملكية وسعر السهم، مما يعكس حاجة ملحة لزيادة الوضوح من جانب الشركة لضمان اتخاذ قرارات استثمارية مستنيرة.
ضرورة زيادة الشفافية المالية
تساؤلات المستثمرين حول الفارق الكبير بين أسعار الاكتتابات تعكس الحاجة إلى مزيد من الشفافية من جانب الشركة، حيث يجب توضيح الأثر المتوقع لكل اكتتاب على هيكل الملكية وسعر السهم، لضمان اتخاذ قرارات استثمارية صحيحة، مما يساعد في تقليل حالة الحيرة التي تسيطر على المشهد الحالي، ويعزز الثقة في استراتيجيات الشركة المستقبلية.
- شركات البورصة توزع 53.8 مليار جنيه أرباحًا نقدية على المساهمين خلال 220 يومًا
- ممفيس للأدوية: خطة استثمارية لشراء معدات جديدة لزيادة الإنتاج
- مبيعات المستثمرين العرب والأجانب بالبورصة المصرية تصل إلى 341 مليون جنيه صافى
- 60 مليار في الخزنة.. كيف حقق هشام طلعت مصطفى أضخم سيولة في البورصة؟
- صعود 9 قطاعات بالبورصة خلال الأسبوع على رأسها الخدمات التعليمية
التعليقات