جهود مكافحة التلوث البلاستيكي تتعثر في جنيف وتزيد من تفاقم الأزمة العالمية

تم تحديثه الجمعة 2025/8/15 07:07 م بتوقيت أبوظبي

فشلت المحادثات التي كانت تهدف إلى التوصل إلى معاهدة دولية لمكافحة تلوث البلاستيك، حيث لم تتمكن الدول المشاركة من إيجاد توافق حول مواجهة هذه الأزمة المتزايدة التي تهدد كوكبنا بأسره.

سعى المفاوضون وممثلو 185 دولة، بعد انتهاء المهلة المحددة للمباحثات يوم الخميس واستمرارها طوال الليل، للبحث عن أرضية مشتركة بين الدول التي تطالب بإجراءات جريئة مثل تقليص إنتاج البلاستيك، والدول المنتجة للنفط التي تفضل التركيز أكثر على إدارة النفايات، لكنهم لم يحققوا أي نتيجة في نهاية المطاف.

أبدت عدة دول استياءها من النتيجة، لكنها أظهرت استعدادها لمواصلة المفاوضات في المستقبل، رغم إجراء ست جولات من المحادثات خلال ثلاث سنوات.

كوبا قالت: “أضعنا فرصة تاريخية، لكن علينا المضي قدماً والتحرك بشكل عاجل، فالكوكب والأجيال الحالية والمستقبلية بحاجة إلى هذه المعاهدة”

فيما اعتبرت كولومبيا أن “هذه المفاوضات كانت تتعرقل دائماً من قبل عدد قليل من الدول التي لا ترغب ببساطة في التوصل إلى اتفاق”.

من جانبها، عبرت توفالو، المتحدثة باسم 14 دولة جزرية صغيرة نامية في المحيط الهادئ، عن شعورها بالخيبة، حيث قالت: “بالنسبة لجزرنا، يعني هذا أنه بدون تعاون عالمي وتحرك حكومي، سيستمر إلقاء ملايين الأطنان من النفايات البلاستيكية في محيطاتنا، مما يؤثر على نظامنا البيئي وأمننا الغذائي وسبل عيشنا وثقافتنا”

لا يمكن أن تتوقف هنا

سعت مجموعة من الدول “الطموحة” مثل الاتحاد الأوروبي وبريطانيا وكندا والعديد من الدول الأفريقية وأمريكا اللاتينية، للتوصل إلى نص يهدف إلى الحد من إنتاج البلاستيك والتخلص التدريجي من المواد الكيميائية السامة المستخدمة فيه.

وزيرة التحول البيئي الفرنسية، أنييس بانييه-روناشيه، أعربت عن استيائها وغضبها، مشيرة إلى أن عددًا قليلاً من الدول “مدفوعة بمصالح مالية قصيرة الأجل” عرقلت اعتماد معاهدة طموحة.

ولا يزال مستقبل المفاوضات غير واضح، حيث دعت بعض الدول إلى جولة سابعة من المحادثات، بينما اعتبر الاتحاد الأوروبي المسودة الأخيرة “أساساً جيداً لاستئناف المفاوضات”.

جنوب أفريقيا أكدت أن المحادثات “لا يمكن أن تنتهي هنا”.

المفاوضات التي عقدت في جنيف بدأت في الخامس من أغسطس/آب، ودُعيت إليها بعد انهيار الجولة الخامسة التي كان من المفترض أن تكون الأخيرة في كوريا الجنوبية أواخر العام الماضي.

محاولة في اللحظة الأخيرة

ومع تباعد مواقف الدول، قدم رئيس المفاوضات لويس فاياس فالديفييسو مسودة استناداً إلى نقاط التقارب المحدودة، لكن سرعان ما قوبلت بالرفض من جميع الأطراف، حيث اعتبرت الدول “الطموحة” أنها خالية من أي تأثير، بينما رأت المجموعة المنتجة للنفط أنها تجاوزت خطوطها الحمراء.

قدم فاياس نسخة جديدة بعد منتصف ليل الخميس-الجمعة، ثم عقد المفاوضون الرئيسيون اجتماعاً مغلقاً لبحث ما إذا كان النص يتضمن ما يكفي لمواصلة المحادثات، لكن قبيل شروق الشمس الجمعة، تم الإعلان عن فشل المفاوضات.

العالم ينتج أكثر من 400 مليون طن من البلاستيك سنوياً، نصفها مخصص للاستخدام لمرة واحدة، وبينما تُجمع 15% فقط من النفايات البلاستيكية لإعادة التدوير، يعاد تدوير 9% فقط منها.

ينتهي المطاف بنحو نصف هذه النفايات، أي 46%، في مكبات القمامة، بينما يُحرق 17% منها، ويُساء إدارة 22% فتتحول إلى نفايات متناثرة.

تلوث البلاستيك بات مشكلة عالمية، حتى أن جزيئات البلاستيك الدقيقة، المعروفة بالميكروبلاستيك، وُجدت في أعلى قمم الجبال وفي أعماق المحيطات وحتى في أجسام البشر.

إذا لم تُتخذ إجراءات عاجلة، قد يتضاعف إنتاج البلاستيك المصنوع من الوقود الأحفوري ثلاث مرات تقريباً بحلول عام 2060 ليصل إلى 1.2 مليار طن، بينما ستتجاوز النفايات البلاستيكية مليار طن، وفقاً لمنظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *