
في دولة سورينام، التي تقع في قلب أمريكا الجنوبية، أفضى مسح جيولوجي حديث إلى اكتشاف أثار اهتمامًا واسعًا في الأوساط الاقتصادية والبيئية، حيث كشفت التحاليل عن وجود رواسب نادرة في منطقة غير معروفة تُدعى ماريا جيرالدا، مما فتح أمامنا أبوابًا جديدة في قطاع التعدين.
أثناء عملية الاستكشاف، تم حفر بئر واحدة في المنطقة، وأُخذت منها عينات بطول 22.5 مترًا، وأظهرت الفحوصات المخبرية أن كل طن من الصخور يحتوي على نحو 11.88 جرامًا من الذهب الخالص، وهي نسبة استثنائية مقارنة بالمتوسط العالمي الذي يتراوح بين 1 و10 جرامات فقط، مما يجعل هذا الاكتشاف مؤشرًا على مشروع قد يعيد صياغة المعادلات الاقتصادية في مجال استخراج الذهب.
ممكن يعجبك: عيد الأضحى 2025 متى يحل وماذا يجب أن تعرف عنه؟
ما يجعل هذا الاكتشاف أكثر تميزًا، وفقًا لموقع «Earth»، هو أن العروق الذهبية في ماريا جيرالدا ليست فقط عالية الجودة، وإنما تمتاز أيضًا بالاتساع والكثافة، مما يجعل عمليات الاستخراج أكثر ربحية، ويضع سورينام أمام فرصة استراتيجية لتعزيز مكانتها في قطاع التعدين على الصعيدين الإقليمي والدولي.
لكن الطريق نحو استغلال هذه الثروة ليس مفروشًا بالورود، فالغابات المطيرة الكثيفة في سورينام، التي تهطل عليها أمطار تزيد على 4000 مليمتر سنويًا، تشكل عائقًا لوجستيًا كبيرًا أمام عمليات التنقيب والاستخراج، بالإضافة إلى ذلك، تتصدر القضايا البيئية أولويات الحكومة التي تسعى لوضع تشريعات صارمة توازن بين استغلال الموارد الطبيعية والحفاظ على التنوع البيولوجي وحقوق المجتمعات المحلية.
ممكن يعجبك: ندوة تعريفية عن قانون العمل الجديد بتنظيم من مستقبل وطن
كما يعتقد الخبراء أن الاكتشاف الجديد قد يشكل نقطة تحول في المستقبل الاقتصادي لسورينام، شريطة أن يتم استغلاله وفق أفضل المعايير الدولية التي تحد من الأضرار البيئية.
يُذكر أن دولة سورينام تبلغ مساحتها الإجمالية حوالي 156،000 كيلومتر مربع، مع كثافة سكانية تتجاوز 640 ألف نسمة خلال العام الجاري، وفقًا لموقع «worldometers».
التعليقات