
شهدت الأسواق مؤخرًا تراجعًا ملحوظًا في أسعار الذهب، حيث انخفضت الأونصة بنحو 2% خلال الأسبوع الماضي، يأتي هذا في وقت يسود فيه التفاؤل حول إمكانية التوصل إلى اتفاق بين روسيا والولايات المتحدة بشأن أوكرانيا، بالإضافة إلى اقتراب حسم النزاع التجاري العالمي، مما يثير تساؤلات حول صحة توقعات سيتي بنك المتعلقة بهبوط سعر الأونصة إلى 2800 دولار.
تراجع سعر الذهب المستمر
مع اقتراب سعر الأونصة من 3400 دولار في بداية أغسطس، شهد الذهب تراجعًا قويًا ليخسر حوالي 70 دولارًا، ليغلق الأسبوع عند 3329 دولارًا، هذا التراجع يعكس دقة توقعات سيتي بنك الذي قام بتعديل تقديراته مؤخرًا من 2700 إلى 2800 دولار، ويبدو أن الأسواق تترقب مسار الذهب مع هدوء التوترات الجيوسياسية وتذبذب الدولار.
من نفس التصنيف: البورصة تقدم مؤشراً جديداً للأسهم ذات التقلبات السعرية المنخفضة لتعزيز الاستثمارات الآمنة
توقعات بنك ANZ المثيرة
في أحدث تقاريره، أشار بنك ANZ إلى أن المخاطر الاقتصادية والجيوسياسية ستزداد حدة في النصف الثاني من عام 2025، مما يعزز من جاذبية الذهب كملاذ آمن، وقد أكد البنك أن التوقعات الصعودية للمعدن لا تزال قائمة، مدعومة بإمكانية فرض رسوم جديدة، وتباطؤ الاقتصاد العالمي، وضعف الدولار الأمريكي.
تغيرات في عقود الذهب
أظهر تقرير لجنة تداول السلع الآجلة تراجعًا في عقود شراء الذهب الآجلة بمقدار 4079 عقدًا، بينما زادت عقود البيع بـ3486 عقدًا، مما يعكس ارتفاع حدة المضاربة على المعدن الأصفر، سواء في البيع أو الشراء، وسط ترقب المستثمرين لسياسات الفيدرالي الأمريكي والتطورات الجيوسياسية.
مقال له علاقة: توقعات بزيادة التبادل التجاري العربي-الصيني إلى 400 مليار دولار في 2024
آفاق مستقبلية مشرقة
توقع الخبير الاقتصادي جون لوكا أن يكون مستقبل الذهب أكثر إشراقًا، حيث من المتوقع أن يصل متوسط سعر الأوقية إلى 3675 دولارًا في الربع الرابع من 2025، مع إمكانية بلوغ 4000 دولار بحلول منتصف 2026، وأكد أن الطلب الاستثماري سيظل عاملًا رئيسيًا في دعم الأسعار، حيث ارتفع الذهب بنسبة 26% في النصف الأول من العام الحالي.
توقعات البنوك الكبرى
تتوقع بنوك مثل غولدمان ساكس أن يصل الذهب إلى 3700 دولار بنهاية 2025، بينما رفع بنك HSBC توقعاته لمتوسط السعر هذا العام إلى 3215 دولارًا، مع احتمال ارتفاع إضافي في 2026، ورغم أن أي خفض للفائدة الأمريكية قد يؤدي إلى تقلبات مؤقتة، فإن الاتجاه العام لا يزال صعوديًا بفضل الطلب الاستثماري القوي.
الوضع في السوق المصري
في السوق المصري، شهدت صادرات الذهب نموًا كبيرًا بنسبة 194% خلال النصف الأول من 2025، لتصل إلى 3.93 مليار دولار، مدفوعة بإصلاحات التعدين وزيادة الإنتاج بنسبة 14%، كما ارتفعت إيرادات المعادن بنسبة 131% إلى 446 مليون دولار في العام المالي 2024/2025.
اتجاهات الطلب المحلي
رغم ارتفاع أسعار الذهب في مصر بنسبة 15% منذ بداية 2025، إلا أنها تراجعت بنسبة 17% في الربع الثاني بسبب ارتفاع الأسعار، بينما زاد الطلب على السبائك إلى 5.9 أطنان، مما يعكس توجه المصريين نحو الاستثمار الآمن وسط ضغوط التضخم وتقلبات سعر الصرف، ويبدو أن الذهب سيظل الخيار المفضل للمستثمرين على المستويين المحلي والعالمي.
مستقبل صناعة الذهب في مصر
مع وجود مستوى دعم جديد عند 3000 دولار للأوقية، مقارنة بـ2000 دولار سابقًا، فإن استمرار الشراكات الاستراتيجية في قطاع التعدين سيعزز مكانة مصر كمركز إقليمي في صناعة الذهب، رغم التحديات المرتبطة بتقلبات الاقتصاد العالمي، مما يبشر بمستقبل واعد لهذا المعدن الثمين.
التعليقات