
منحت وزارة قطاع الأعمال العام، فرصة جديدة لقصر القطن، وهو أعلى وأضخم بناية خرسانية في منطقة المنشية، حيث يطل على البحر مباشرة في ميدان المنشية وسط الإسكندرية، ويتميز هذا المبنى بأسلوبه المعماري الفريد الذي يجعله بارزًا بين المنشآت الأخرى في المنطقة، خاصة بفضل ارتفاعه وضخامته والعناصر الهندسية التي يتمتع بها.
قصر القطن بالمنشية فى الإسكندرية.
اقرأ كمان: وزير الصحة يعلن خطة التأمين الإسعافي مع انطلاق امتحانات الثانوية العامة غدًا
ظل هذا المبنى معطلاً لسنوات عديدة منذ إنشائه في الثمانينيات، حتى أعلن المهندس محمد شيمى، وزير قطاع الأعمال العام، خلال جولة تفقدية داخل المبنى، عن توجيهات مباشرة من الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، لتحقيق الاستغلال الأمثل لقصر القطن، حيث قامت الوزارة بدراسة شاملة لاستغلال المبنى وتحويله إلى مركز استثماري متعدد الاستخدامات، يشمل الفندقية والإدارية والتجارية، مما يسهم في تعزيز العائد من هذا الأصل ودعم الحركة السياحية والتجارية وتوفير فرص العمل.
يتكون المبنى من حوالي 22 طابقًا ويطل مباشرة على ميدان المنشية والنصب التذكاري للجندي المجهول، لكن الأدوار المستغلة حاليًا لا تتجاوز 5 طوابق، حيث تستغل جامعة سنجور الفرنسية فقط، مما يستدعي إعادة استغلال القصر فندقيًا وسياحيًا.
قصر القطن بالمنشية أضخم بناية خرسانية تعود للحياة فى الإسكندرية.
قال أحمد عبدالفتاح، عضو اللجنة الدائمة لحماية الآثار السابق، إن إنشاء قصر القطن جاء في ظروف استثنائية، دون مراعاة التخطيط الجيد للمبنى الذي يطل على ميدان المنشية والنصب التذكاري للجندي المجهول، مشيرًا إلى أن المبنى يقع في منطقة تتميز بالبنايات الكلاسيكية والتاريخية، حيث يعد أعلى وأضخم من جميع المباني المجاورة مثل مبنى القنصلية الفرنسية والمحكمة والفندق القديم ماجستيك ووكالة منفراتو، كما أن الحكومة الفرنسية عملت على تجميل وتطوير ميدان المنشية لخدمة القصر وتحويله إلى سلة خضراء، لكنه تحول إلى مرتع للفوضى والباعة الجائلين، مما يؤثر سلبًا على المشهد العام للميدان وتاريخه، الأمر الذي يتطلب إعادة تخطيط الميدان بشكل عاجل.
قصر القطن بالمنشية أضخم بناية خرسانية تعود للحياة فى الإسكندرية.
مواضيع مشابهة: محافظ الشرقية يزور لجان امتحانات الثانوية الأزهرية 2024-2025 ويشرف على انتظامها اليوم
أضاف عبدالفتاح، في تصريحات لـ«بوابة مولانا»، أن النصب التذكاري المعروف بالجندي المجهول للبحرية المصرية يحتاج إلى نقله إلى موقع أفضل يستوعب الاستعراضات الوطنية التي تليق بالبحرية المصرية وتاريخ مصر، حيث سطرت البحرية المصرية بطولات تاريخية، منها تدمير إيلات، مما يتطلب نقل النصب إلى مكان أوسع في رأس التين وإعادة تخطيط منطقة المنشية بالكامل.
قصر القطن بالمنشية فى الإسكندرية.
أشار إلى أن القصر أنشئ في الثمانينيات بحضور الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك وحسني مبارك، وتم تسميته بقصر القطن ليكون مركزًا لجميع الأمور والاتفاقيات الخاصة ببورصة القطن على مستوى الجمهورية، لكن المبنى الآن شاغر وثروة عقارية معطلة، حيث لا يستغل منه سوى الجراج الموجود أسفل المبنى و5 طوابق للجامعة الفرنسية، بينما الباقي يشكل ناطحة سحاب بلا شاغلين.
وتابع: «كان القصر ثروة عقارية ميتة، حيث تمر الأموال دون أي فائدة، فهو مجرد خرسانة وزجاج دون استغلال، ويجب استغلاله سياحيًا بدلاً من إنشاء مباني جديدة في الإسكندرية، كان من الممكن استغلال القصر بشكل أفضل.»
قصر القطن بالمنشية فى الإسكندرية.
ودعا إلى ضرورة إسناد الاستغلال والتشغيل إلى القطاع الخاص، نظرًا لامتلاكه استراتيجيات وخطط ناجحة في الإدارة، مع الحفاظ على إشراف الدولة، كما أكد على أهمية تخصيص طوابق المبنى لتكون مكاتب لجميع شركات الطيران الأجنبية والوكالات السياحية، مما يعزز موارد الدولة ويجذب المولات التجارية الكبرى لاستغلال القصر، مع إعادة تخطيط الميدان بإنشاء جراجات خاصة لسيارات الجهات الشاغلة للقصر.
التعليقات